Telegram Group Search
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين فلتهنه السلامة.


حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء:

أحدهما:
رد الحق لمخالفته هواك، فإنك تعاقب بتقليب القلب، ورد ما يرد عليك من الحق رأسا، ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك، قال تعالى: { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة } فعاقبهم على رد الحق أول مرة، بأن قلب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك

والثاني:
التهاون بالأمر إذا حضر وقته، فإنك إن تهاونت به ثبطك الله وأقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك، قال تعالى: { فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين }.

فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين فلتهنه السلامة.


[ ابن القيم ]

اللهم سلمنا وعافنا.
#تبسم

دهاء وفطنة

روى الذهبي في تاريخه قصة وقعت في زمان ابن جرير رحمهما الله تعالى، وهي: أن رجلا تزوج امرأة فاحبها حبا شديدا، وأبغضته بغضا شديدا، فكانت تواجهه بالشتم والدعاء عليه.
فقال لها يوما: أنت طالق ثلاثا لا خاطبتني بشيء إلا خاطبتك بمثله.
فقالت له في الحال: أنت طالق ثلاثا بتاتا.
فأبلس الرجل ولم يدر ما يصنع، فاستفتى جماعة من الفقهاء فكلهم قال: لابد أن تطلق، فإنه إن أجابها بمثل كلامها طلقت، وإن لم يجبها حنث فطلقت، فإن بر طلقت وإن حنث طلقت.

فأرشد إلى ابن جرير فقال له: امض ولا تعاود الأيمان، وأقم على زوجتك بعد أن تقول لها: أنت طالق ثلاثا إن أنا طلقتك، فتكون قد خاطبتها بمثل خطابها لك، فوفيت بيمينك ولم تطلق منك، لما وصلت به الطلاق من الشرط.

فذكر كلام ابن جرير لابن عقيل رحمه الله فاستحسنه، وقال: وفيه وجه آخر لم يذكره ابن جرير، وهو أنها قالت له: أنت طالق ثلاثا، بفتح التاء، وهو خطاب تذكير، فإذا قال لها: أنتَ، بفتح التاء لم يقع به طلاق.

لما ذكر ابن القيم القصة في فوائده ذكر وجها آخر أحسن من الوجهين وهو جار على أصول المذهب كما ذكر رحمه الله، وهو: تخصيص اللفظ العام بالنية.
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
أسماء الله الحسنى توقيفية.
يعني لا نثبت اسما لله إلا بدليل.
وقد من الله على العبد الضعيف الفقير بجمع وشرح الأسماء الصحيحة الثابتة مرتين: مرة مختصرة وأخرى مطولة، وشملت ما صح فقط وثبت بالدليل من الكتاب والسنة.

ونبهت على قواعد في أول الشرح، وعلى تنبيهات في أخره، وفيها بيان ما انتشر ولم يثبت، وما فُهم وليس بصواب، فالله الموفق.

لكن الذي يحزن قلب طلاب العلم أن تجد من تصدر للتدريس أو منّ الله عليه بطلب العلم أو عنده قوة في النظم، وما زال ينشر ما لم يثبت، وقد رأيت مؤخرا بعض المنظومات وفيها:
ذكرهم تسمية الله بـ [ الجامع، الضار، النافع، المبدع، البديع ] وغيرها مما لم يثبت.
فأين التثبت والحذر من وصف الله وتسميته بما لم يثبت، وأين التفريق بين باب الإخبار وباب الأسماء، وبعضهم نسأل الله السلامة من كل سوء إذا نصحته وبينت له الخطأ تكبر وطغى، وأجابك بمحاولات بائسة لإثبات صحة ما ذهب إليه على عجز هو يعلمه، فالله الله في النصيحة وقبولها، والرجوع للحق، وهل ارتفع الناس إلا بقبول الحق واتباعه، وماذا لو أخطأ رجل ثم رجع، وهل وجد فينا معصوم ؟، لكن البلية أن تخطيء وتصر، نسأل الله العافية
فائدة وجواب عظيم

قرأ قارىء: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ)
وفي الحاضرين أبو الوفاء بن عقيل فقال له قائل: يا سيدي هب أنه أنشر الموتى للبعث والحساب وزوج النفوس بقرنائها بالثواب والعقاب فَلِمَ هدم الابنية وسير الجبال ودكّ الأرض وفطر السماء ونثر النجوم وكور الشمس؟


فقال: إنما بني لهم الدار للسكنى والتمتع، وجعلها وجعل ما فيها للاعتبار والتفكر، والاستدلال عليه بحسن التأمل والتذكر، فلما انقضت مدة السكنى وأجلاهم من الدار خربها لانتقال الساكن منها؛ فأراد أن يعلمهم بأن الكونين كانت معمورة بهم، وفي إحالة الأحوال وإظهار تلك الأهوال وبيان المقدرة بعد بيان العزة، وتكذيب لأهل الإلحاد وزنادقة المنجمين وعباد الكواكب والشمس والقمر والأوثان فيعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين، فإذا رأوا آلهتهم قد انهدمت وأن معبوداتهم قد أنتثرت وانفطرت ومحالها قد تشققت، ظهرت فضائحهم وتبين كذبهم، وظهر أن العالم مربوب محدث مُدبّر، له رب يصرفه كيف يشاء تكذيبا لملاحدة الفلاسفة القائلين بالقدم؛ فكم لله تعالى من حكمة في هدم هذه الدار، ودلالة على عظم عزته وقدرته وسلطانه وانفراده بالربوبية، وانقياد المخلوقات بأسرها لقهره وإذعانها لمشيئته، فتبارك الله رب العالمين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام. انتهى.

وقال أيضا:
إن المجيب -يقصد نفسه- ولله الحمد لم يقل قط في مسألة إلا بقول قد سبقه إليه العلماء، فإن كان قد يخطر له ويتوجه له فلا يقوله وينصره إلا إذا عرف أنه قد قال بعض العلماء، كما قال الإمام أحمد: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام، فمن كان يسلك هذا المسلك كيف يقول قولا يخرق به إجماع المسلمين، وهو لا يقول إلا ما سبقه إليه علماء المسلمين؟!
فهل يتصور أن يكون الإجماع واقعا في موارد النزاع؟
ولكن من لم يعرف أقوال العلماء قد يظن الإجماع من عدم علمه النزاع، وهو مخطئ في هذا الظن لا مصيب.
ومن علم حجة على من لم يعلم، والمثبت مقدم على النافي.


[ رحم الله شيخ الإسلام وبهجة الأيام ابن تيمية ]

وهذا كلام من تأمله عرف الجواب على كثير مما يشكل اليوم، نسأل الله العلم النافع والعلم الصالح
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
لا تضجروا من كثرة الإفادة
فإنها مع حسنها عبادة
عن أبي عبدالرحمن السلمي (ت٤١٢) أنه قال عن أبي علي الثقفي:
"عطل أكثر علومه، واشتغل بعلم الصوفية، وقعد، وتكلم عليهم أحسن كلام في عيوب النفس، وآفات الأفعال.
ومع علمه وكماله خالف الإمام ابن خزيمة في مسائل التوفيق والخذلان، ومسألة الإيمان، ومسألة اللفظ، فألزم البيت، ولم يخرج منه إلى أن مات، وأصابه في ذلك محن".

قلت: هذا نص نفيس، يؤكد أن الثقفي وأصحابه قد تبنوا الطريقة الكلابية، ويشير إلى استمرار هذه الطريقة في علاقتها بالتصوف منذ بدايتها -كالحارث المحاسبي-.
ولو نظرنا إلى المصادر، وجدنا أن المسائل التي عارضهم فيها ابن خزيمة هي المسائل التي خالفت فيها الكلابية (الإيمان، خلق اللفظ، تجدد الصفات…)، فخلاف ابن خزيمة مع هؤلاء ليس خلافا داخلياً، بل خلاف بين مذاهب متباينة.
وفي النص السابق إشارة نادرة إلى تاريخ الإنكار على الكلابية في مسائل القدر (التوفيق والخذلان)، فابن خزيمة خالف جبريّتهم، ولم يجعل التوفيق والخذلان على طريقتهم، وهذا يدل على يقظة الحافظ، وأنه لم تخدعه "التلطيفات التلفيقية" من محدّثي الكلابية، فلم تخدع ابن خزيمة عباراتهم الملفقّة، وتأويلاتهم لعبارات السلف في باب الصفات والقدر، بل أبصر الخلاف، ولم يغتر بالموافقة اللفظية الإجمالية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام. انتهى.

وقال أيضا:
إن المجيب -يقصد نفسه- ولله الحمد لم يقل قط في مسألة إلا بقول قد سبقه إليه العلماء، فإن كان قد يخطر له ويتوجه له فلا يقوله وينصره إلا إذا عرف أنه قد قال بعض العلماء، كما قال الإمام أحمد: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام، فمن كان يسلك هذا المسلك كيف يقول قولا يخرق به إجماع المسلمين، وهو لا يقول إلا ما سبقه إليه علماء المسلمين؟!
فهل يتصور أن يكون الإجماع واقعا في موارد النزاع؟
ولكن من لم يعرف أقوال العلماء قد يظن الإجماع من عدم علمه النزاع، وهو مخطئ في هذا الظن لا مصيب.
ومن علم حجة على من لم يعلم، والمثبت مقدم على النافي.


[ رحم الله شيخ الإسلام وبهجة الأيام ابن تيمية ]

وهذا كلام من تأمله عرف الجواب على كثير مما يشكل اليوم، نسأل الله العلم النافع والعلم الصالح
قال ابن أبي حاتم: قرأت رسالة ابن راهويه بخطه لأبي زرعة الرازي
وذكر الرسالة فكان منها:
إني أزداد بك كل يوم سرورا، فالحمدلله الذي جعلك ممن يحفظ سنته.

ثم قال: وأحمد بن إبراهيم لا يزال في ذكرك الجميل حتى يكاد يفرط، وإن لم يكن فيك بحمد الله إفراط، وأقرأني كتابك إليه بنحو ما أوصيتك به من إظهار السنة وترك المداهنة، فجزاك الله خيرا.
فدم على ما أوصيتك، فإن للباطل جولة ثم يضمحل، وإنك ممن أحب صلاحه وزينه.
وإني لأسمع من إخواننا القادمين ما أنت عليه من العلم والحفظ فأسر بذلك.

(الجرح والتعديل لابن أبي حاتم)

وهنا يا أحبة وقفة ووصية:
صاحب السنة حقا هو من يسره ثبات إخوانه واتباعهم للسنة، ويحب صلاحهم وثباتهم، لا أن يبحث عن زلاتهم ويفرح بسقوطهم.

صاحب السنة أيضا من يتفقد إخوانه من أهل السنة ويواسيهم بما يستطيع، فيثبتهم ويعينهم ويهون عليهم غربتهم

صاحب السنة يُسر بما عليه إخوانه من علم وثبات، فلا تأكل الغيرة قلبه ولا يحمله حاله أن ينتقص منهم أو ينكر فضلهم ومكانهم.

صاحب السنة يوصي إخوانه وينصح لهم ويذكرهم بما قد ينسونه وبسببه خالفوا، ويديم لهم التذكير بأن الباطل لا يدوم أمره فيهون على المظلوم منهم ما يلاقيه.


صاحب السنة يذكر إخوانه بالدعاء، ويسأل الله لهم الثبات والعافية، ويدافع عنهم إذا نالهم مخالف بقول أو فعل.


فاللهم ثبتنا وعلمنا وأدبنا.

(كتبه: مصطفى سيد الصرماني)
قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
[ المخلصُ لله إخلاصه يمنعُ غلَّ قلبه, ويخرجهُ ويزيلُه جملةً, لأنه قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه, فلم يبق فيه موضع للغل والغش. ]

اللهم اجعلنا من المخلصين
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
Forwarded from قناة د.فهد بن صالح العجلان (فهد العجلان)
رأيتُ اعتراضًا يكرره بعض الإخوة على من يقرر عذر المتأوِّلين من العلماء: بأنَّ من يكفِّرهم يجب أن يكون معذورًا كذلك، فلماذا لا تعذرونهم كما تعذرون غيرهم.

وهذا سؤالٌ مهمٌّ أن يجاب عنه، وقبل الجواب لا بد من تقرير معنى ملحٍّ هنا، وهو:

أنَّ بحث "الإعذار" هو بحث تالٍ لبحث معرفة الحق والباطل، والصواب والخطأ، فلا يصح أن ينتقل الحديث إلى الإعذار مع عدم التسليم بكون الفعل غلطًا أو انحرافًا.

لأنَّ الواجب على المسلم أن يبتعد عن المحرَّمات، ويحتاط لدينه، ويتجنَّب ما يكون سبباً لسخط الله عليه، وليس أن يبحث عن عذره عند الله لو وقع في ذلك!

فيجب تقرير الواجب في باب الاعتقاد، ثم بعد ذلك البحث في أعذار من وقع في تأولٍ، وليس أن يأتي شخصٌ فيطالبنا بالحديث عن التأوّل له لأنه معذور!

ولهذا فباب التأول يأتي غالباً على أناسٍ لقوا الله، ورحلوا عن الدنيا، ولم يعد ثمَّ حاجة إلى الخوض في أعراضهم، فيكل المسلم أمرهم إلى الله، ويحسن القول فيهم، ويتأول لهم، فهنا يأتي الحديث عن التأوُّل، التزامًا بالأصول الشرعية الدالة عليه، ولأنَّه لا ثمرة من الطعن في أشخاصهم، بل فيه مفاسد كثيرة لا تخفى على عاقلٍ، وهو مظنَّة للاختلاف بين المسلمين، وإثارة النزاع، بلا مصلحةٍ ظاهرة في حفظ دين الناس، بل أثرها في إضعاف بعض الأصول الاعتقادية عند الناس بينٌ ظاهرٌ.

كما يمكن تحقيق المصلحة الشرعية في بيان الحق ورد الباطل وتوضيح الأصول الشرعية دون حاجةٍ إلى مثل هذه الاستطالة في أعراض المسلمين.

وسأضرب مثلًا يوضح المقصود أكثر:

فلو جاء شخصٌ وأراد أن يستحلَّ بعض دماء المسلمين بتأوُّل، فإنَّ الواجب الشرعي هو في التشديد عليه، وتعظيم النكير، ومنعه عن هذا الأمر الذي يفعله تأولاً، ولو احتج هذا الشخص بما جرى من حوادث التأول في التاريخ الإسلامي لتبين أنَّ ثمَّ فرقًا كبيرًا بين حدثٍ تاريخي مضى لم يعد ثم مفسدة مترتبة عليه، وبين واقعٍ يخشى من المفسدة فيه، ووقوع الإثم، فلا يجوز التهاون مع مثل هذا بدعوى التأول.

وكذلك باب الاستطالة بالتكفير على أهل العلم السابقين، فهو كما يقول ابن تيمية في مثل هذا السياق تحديداً أنَّ: (تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات).

فيجب التحذير منه، وبيان غلطه، وتوضيح المآلات الخطيرة عليه،

فإذا تعذَّر بالتأوُّل فلا معنى لذلك في هذا السياق، لأنَّ الواجب عليه ترك هذا الأمر والتوبة منه، والواجب أيضًا كف شره، وأما التأول بعد ذلك فقد يكون معذورًا عند الله، وأمر التأول في هذا كالتأول في غيره، لكن لا يجوز أن يبحث موضوع التأول في مثل هذا السياق.

ولهذا شواهد مقاربة:

فلو اجتنب المسلم الكبائر قيل له برجاء أن يغفر الله لك الصغائر، لا أن يفعل الصغائر وهو يرجو مغفرتها لأنَّه مجتنبٌ للكبائر!

ومثلها من يفعل الحسنات المكفرة للسيئات فهو يفعلها رجاء مغفرة ما وقع من سيئاتٍ، لا أن يقع في السيئات لأنه سيفعل الحسنات المكفرة!

فهذا التمييز بين الأمرين هو من جنس التمييز في باب التأول، تمييزٌ بين أمرٍ منكر يجب بيانه والتحذير منه وكف شره، وبين الحكم على أعيان القائمين به بعد ذلك،

وهذا يشمل أيضاً نفس التأول الذي نلتمسه لأهل العلم السابقين، فلا نضع التأول بين يدي الأحياء الواقعين في هذه المخالفات حتى يكون سببًا في إضعاف الحق الواجب عليهم، وإنما يجب بيان الحق لهم، وتخويفهم من ضرر مخالفته، ويكون التأول بعد ذلك تاليًا حتى لا يكون سببًا في التهوين من القيام بأمر الله، وحفظ حقوقه.
استُدلَّ بقولِه تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } على خلافةِ أبي بكرٍ رضي الله عنه؛ فقَدْ بيَّن الله تعالى فِي سورةِ الحشرِ مَن الصادِقونَ، وأنَّهم المهاجرون، بقولِه: { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ } إلى قولِه: { أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }
فأمر الذين تبوَّؤا الدَّارَ والإيمانَ أَنْ يكونُوا معهم، أي: تَبَعًا لهم، فحصَلَتْ الخلافَةُ في الصادقِينَ بهذه الآيةِ، فاسْتَحَقُّوها بهذا الاسمِ، ولم يَكُنْ في الصادقِينَ مَن سمَّاه اللهُ الصِّدِّيقَ إلَّا أبو بكرٍ، فكانت له خَاصَّةً، ثُمَّ لِلصَّادِقينَ بعدَه.

[ السهيلي | الروض الأنف ]
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
دعواتكم لشيخنا الشيخ قاسم بن إبراهيم البحر، وشيخنا الشيخ ولي الحق الصديقي، بالشفاء والعافية والسلامة، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيهما وأن يبارك في عمرهما.
إنَّ طَريقةَ القُرآنِ: يذكُرُ العِلمَ والقُدرةَ تَهديدًا وتَخويفًا؛ ليُرتِّبَ الجزاءَ عليهما، كما قال تعالَى: { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } ، وقال: { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }، وقال: { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ }، وهذا كثيرٌ جِدًّا في القرآنِ، وليس المرادُ به مُجرَّدَ الإخبارِ بالقُدرةِ والعِلمِ، لكِنِ الإخبارُ مع ذلك بما يَترتَّبُ عليهما مِنَ الجَزاءِ وبالعَدلِ؛ فإنَّه إذا كان قادِرًا أمكَنَ مُجازاتُه، وإذا كان عالِمًا أمكَنَ ذلك بالقِسطِ والعَدلِ، ومَن لم يكُنْ قادِرًا لم يُمكِنْ مُجازاتُه، وإذا كان قادِرًا لكِنَّه غيرُ عالمٍ بتَفاصيلِ الأعمالِ ومَقاديرِ جَزائِها، لم يُجازِ بالعَدلِ، والرَّبُّ تعالَى مَوصوفٌ بكَمالِ القُدرةِ وكَمالِ العِلمِ

[ ابن القيم ]
اللَّهُمَّ أنْجِ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ علَى [ اليهود ]، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ
2024/05/31 11:30:50
Back to Top
HTML Embed Code: